الأخبار

بين المزاعم والواقع.. حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" في مرمى الدعاية الحوثية

تقارير | 7 أبريل, 2025 - 6:04 م

على وقع التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر، تحولت حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري إس. ترومان" إلى عنوان ثابت في البيانات العسكرية الصادرة عن جماعة الحوثي الإرهابية، التي تزعم بشكل متكرر استهدافها بنجاح.

وعلى الرغم من النفي الأميركي المتكرر، وتأكيد القيادة المركزية الأميركية أن السفن الحربية لم تتعرض لأي إصابات، فإن هذه المزاعم تطرح تساؤلات حول الرسائل الكامنة وراءها، وقدرات الطرفين، والخلفية العسكرية والاستراتيجية لحاملة الطائرات التي باتت محورًا في صراع السرديات الإقليمية.

ومنذ مطلع العام 2024، دخل البحر الأحمر مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، على وقع الهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين الإرهابية الموالية لإيران ضد السفن التجارية والعسكرية، تحت ذريعة دعم القضية الفلسطينية.

"يو إس إس ترومان".. قاعدة عائمة على موجات الردع

مواصفات تقنية وعسكرية:

  • الطراز: Nimitz-class aircraft carrier
  • سنة التدشين: 1996، ودخلت الخدمة الفعلية عام 1998
  • الطول: 333 مترًا
  • العرض على سطح الطيران: 78 مترًا
  • الإزاحة الكاملة: حوالي 104 آلاف طن
  • الدفع: مفاعلان نوويان من طراز A4W يتيحان لها الإبحار لعقود دون الحاجة إلى التزود بالوقود
  • السرعة القصوى: تتجاوز 30 عقدة بحرية (نحو 56 كم/ساعة)
  • الطاقم: نحو 5,000 فرد (يشمل طاقم السفينة والجناح الجوي)
  • القدرة الجوية: قادرة على حمل حتى 90 طائرة ومروحية، من بينها:

-مقاتلات F/A-18 Super Hornet

-طائرات الإنذار المبكر E-2D Hawkeye

-طائرات الحرب الإلكترونية EA-18G Growler

-طائرات نقل ودعم مثل C-2 Greyhound

وتُعد الحاملة جزءًا رئيسيًا من "مجموعة المهام الحاملة" (Carrier Strike Group)، التي تشمل عددًا من المدمرات المزودة بأنظمة الدفاع الجوي الصاروخي "إيجيس"، وطرادات وغواصات هجومية نووية، ما يجعل الاقتراب منها تحديًا تقنيًا ولوجستيًا كبيرًا حتى لقوى إقليمية متقدمة.

وتحمل "يو إس إس ترومان" اسم الرئيس الأميركي الـ33 هاري إس. ترومان، الذي قاد بلاده خلال نهاية الحرب العالمية الثانية، وأمر باستخدام السلاح النووي ضد اليابان. ومن هنا تأتي دلالة الاسم في السياق النفسي والعسكري، بوصف الحاملة منصة لقوة ردع عابرة للقارات، مهيأة للتدخل في أكثر المناطق توترًا.

الحوثيون والحرب النفسية

منذ ديسمبر 2023، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي، يحيى سريع، في أكثر من خمس مناسبات عن تنفيذ عمليات "دقيقة" ضد "حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر".

وفي كل مرة، ترافقت هذه المزاعم مع فيديوهات دعائية ومقاطع مفترضة لإطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة، دون أن تظهر نتائج مباشرة أو دلائل موثقة.

في المقابل، نفت القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) جميع تلك المزاعم، مؤكدة أن "لا صحة لأي تقارير عن أضرار أو استهداف مباشر لحاملات طائرات أميركية"، وأشارت إلى أن الحاملة "ترومان" تواصل عملياتها ضمن مهام تأمين الممرات البحرية وحماية حرية الملاحة.

في يناير الماضي، أكدت (CENTCOM) في بيان أن "جميع حاملات الطائرات الأميركية، بما فيها USS Harry S. Truman، تواصل تنفيذ مهامها دون أي أضرار أو تعطيل. لم تُصب بأي نوع من الهجمات، وأي ادعاءات بعكس ذلك لا تستند إلى وقائع ميدانية."

بدوره قال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر خلال مؤتمر صحفي في فبراير الماضي، إن "ما يصدر عن الحوثيين هو جزء من حملة تضليل إعلامي تهدف لتضخيم قدراتهم العسكرية".

وأضاف: "الحقيقة أن أي محاولة لاستهداف حاملة طائرات نووية محمية بأنظمة دفاع متكاملة، ستواجه برد فوري، وستُعتبر تصعيدًا خطيرًا."

وقال مسؤول أميركي لمجلة بوليتيكو في تصريحات سابقة:"نرصد محاولات متعددة من الحوثيين لاستهداف سفن عسكرية، لكن لم يقترب أي تهديد من الحاملات، خصوصًا في ظل التنقلات المستمرة وتكنولوجيا الدفاع المسبق."

بين الدعاية والقدرة الفعلية

رغم أن الحوثيين طوّروا خلال السنوات الأخيرة قدراتهم في مجال الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، بفضل دعم تقني يشتبه بأنه من إيران، إلا أن استهداف حاملة طائرات نووية أميركية يمثل تحديًا بالغ التعقيد، حتى لدول تمتلك جيوشًا متقدمة، وفق خبراء عسكريون.

لذلك فإن القدرة على استهداف حاملة مثل "ترومان" تتطلب عدة شروط:

  • رصد دقيق لموقع الحاملة في لحظة محددة (أمر صعب بسبب حركتها المستمرة)
  • اختراق نظم الدفاع الجوي الكثيف الذي يسبق الحاملة ويحيط بها
  • امتلاك صواريخ دقيقة بعيدة المدى مع قدرة تفادي الإعاقة الإلكترونية والتشويش.
  • الطائرات المسيّرة التي تستخدمها الجماعة تملك مدى محدود وقدرة توجيه بدائية.
  • الصواريخ الباليستية البحرية الحوثية، رغم تطويرها محليًا، لا تتمتع بالقدرة الدقيقة على إصابة هدف متحرك بمثل هذا الحجم والديناميكية.

ومع غياب أي إثبات ميداني أو صور أقمار صناعية تبرهن على تعرض الحاملة لأي أضرار، تبقى مزاعم الحوثيين أقرب إلى سلاح دعائي يعزز موقعهم السياسي والنفسي في المعركة الإعلامية، ويرسل رسائل تحذيرية للداخل والخارج، دون خوض مخاطرة التصعيد المباشر.

وقال مايكل نايتس -باحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى-: "الحوثيون بارعون في الحرب النفسية واستخدام التأثير الإعلامي كسلاح. ادعاؤهم باستهداف يو إس إس ترومان قد لا يكون دقيقًا عسكريًا، لكنه يخدمهم سياسيًا، ويظهرهم كقوة مقاومة عالمية، وليس مجرد ميليشيا محلية. مع ذلك، من غير المرجح أنهم يملكون القدرة الحقيقية على تجاوز منظومة الدفاع المحيطة بحاملة نووية."

من جانبه يؤكد العقيد الأميركي المتقاعد مارك كامينغز – خبير في العمليات البحرية-، أن الحاملات الأميركية ليست أهدافًا سهلة حتى لدول تمتلك أقمارًا صناعية وصواريخ كروز متطورة. وجود حاملة في البحر الأحمر، مثل ترومان، يجعلها تتحرك ضمن نمط عملياتي لا يمكن التنبؤ به بسهولة، وترافقها وحدات حماية متعددة المستويات.

وأشار إلى أن أي" محاولة حقيقية لاستهدافها تعني اختراق عدة دوائر حماية وهو أمر شبه مستحيل من قبل الحوثيين في الظروف الحالية."

الأهداف السياسية والإعلامية:

تستخدم جماعة الحوثي هذه المزاعم كجزء من حرب إعلامية تهدف إلى:

  • إظهار تفوق رمزي في مواجهة واشنطن
  • تعزيز الحشد المحلي ورفع معنويات أنصارها
  • إيصال رسائل ضمنية لطهران بأنها حليف "فعّال" في مواجهة الغرب.

المصدر: مواقع إلكترونية.

| كلمات مفتاحية الحوثيين |حاملة طائرات
[ الكتابات والآراء تعبر عن رأي أصحابها ولا تمثل في أي حال من الأحوال عن رأي إدارة يمن شباب نت ]
جميع الحقوق محفوظة يمن شباب 2024